فتوى بعنوان: الوقوف حدادًا على أرواح المتوفين والسؤال هو: هل يجوز الوقوف مع الصمت لمدة دقيقة مثلًا حدادًا وتكريمًا لأرواح شخصيات تحظى باحترام المجتمع؛ كالعلماء الربانيين، والمناضلين من أجل الحق، والشهداء، والزعماء المصلحين؟
قال – الله تعالى-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
دار الإفتاء المصرية مؤسسة عريقة تهتم بإفتاء الناس في وقائعهم الحياتية انطلاقًا من صحيح الإسلام وبعيدًا عن كل إفراط أو تفريط، فهي تقف شامخة في طليعة المؤسسات الإسلامية التي تتحدث بلسان الدين الحنيف، وحرصًا من دار الإفتاء المصرية على إيصال الحكم الشرعي الصحيح إلى أكبر عدد من المستفتي وإيماناً منا بهذا المجهود نحاول تقديم بعض اللأسئلة المختارة التى نحاول أن ننتفع بها جميعاً بإذن الله تعالى
والإجابة هى:
لا مانع شرعًا من الوقوف مع الصمت مدة دقيقة أو نحوها حدادًا وتكريمًا لأرواح العلماء والشهداء وزعماء الإصلاح وغيرهم من الشخصيات التي تحظى باحترام المجتمع، وليس ذلك من البدعة المذمومة التي نهى عنها الشرع، بل هو تصرفٌ مطلوبٌ شرعًا لا سيّما إذا دعي إليه، وله أصلٌ في الشريعة الإسلامية؛ حيث قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجنازةٍ مُرَّ بها عليه، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا» متفق عليه، يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/ 181): [ومقتضى التعليل بقوله: «أليست نفسًا» أن ذلك يستحب لكل جنازة] اهـ، فما بالنا إذا تعلق هذا التصرف بجنازة من يستحق التكريم والتقدير.
ولا يشترط حضور جثمان الميت لحظة الوقوف؛ إذ ليس المقصود من القيام هنا هو القيام لأجل الميت خاصة،
بل هناك مقاصد من وراء ذلك؛ منها: أخذ العبرة والعظة، وتعظيم أمر الله تعالى؛
قال العلامة ابن بطال في "شرحه على صحيح البخاري" (3/ 291): [قال المهلب: مضى القيام للجنازة -والله أعلم- على التعظيم لأمر الموت، والإجلال لأمر الله؛ لأن الموت فزعٌ، فيجب استقباله بالقيام له والجدِّ، وقد روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
العــنوان:
القاهرة – الدراسة – حديقة الخالدين – ص.ب. 11675
تليفــون:
من داخل مصر: 107 (من الساعة الـ9 صباحًا حتى الـ 9 مساءً)
من خارج مصر : 25970400-202
فاكــس:
25926143